في يوم من الأيام وأنا أتصفح بريدي الإلكتروني، وردني إيميل من شخص من إحدى الدول الشقيقة، يرغب في العمل بإحدى منشآتنا التعليمية كمدرس للخط العربي، فوضعت الإيميل في ملف السير الذاتية للمتقدمين للوظائف.
استمر مقدم الطلب في إرسال الإيميلات لمدة شهر، وعندما ضقت ذرعاً حظرته من بريدي الإلكتروني، ثم حادثت نفسي متسائلاً: ماذا يريد هذا الشخص ولماذا هذا الإلحاح في الطلب؟
مضت الأيام.. كان وما زال من عادتي الخروج للمشي يومياً في كورنيش جدة الجديد، الذي أصبح من أجمل الأماكن التي يرتادها زوار عروس البحر، وأثناء مزاولتي لرياضة المشي هناك أمرُّ دائماً بجانب مجسم اسم مدينتي الحبيبة جدة باللغة الإنجليزية، وفكرة المجسم موجودة في جميع أنحاء العالم في المدن السياحية، وكانت فكرة رائعة أن تنسخ وتطبق في جدة، ولاحظت وجود مساحة فارغة بجانب المجسم في الطرف الأيسر منه، شعرت بالحزن لأني لم أرَ اسم مدينتي باللغة العربية بجانب مجسم اللغة الإنجليزية.
تذكرت في تلك اللحظة أيام دراستي في الصف الأول الابتدائي بداية الثمانينات في مدارس الثغر النموذجية في حي الخالدية بمدينة جدة، حيث كانت من أفضل المدارس في جدة، وكان من ضمن مناهجها مادة التربية الفنية والموسيقى ومادة الفيلم، وكيف كانت تعمل على تثقيف الطلاب في المواد المنهجية واللامنهجية على أيدي مدرسين سعوديين أكفاء، أفتخر أني كنت أحد طلاب هذه المدارس العريقة، ومن المدرسين الذين تركوا بصمة لدي كان مدرِّس الخط العربي، كان يدربنا في حصة الخط على الكتابة وتاريخ الخط العربي، بعد انتقالي من هذه المدرسة إلى أخرى أهلية، ومن ثم انتقالي إلى خارج المملكة لإكمال دراستي لم أعاود دراسة الخط العربي في أي مكان آخر، وبقيت حصة الخط العربي من أجمل الذكريات.
بعد مضي ما يقارب 35 عاماً من ذكرى حصة الخط العربي، وبعد مزاولتي للعمل في مجال التعليم لاحظت تراجعاً كبيراً في تدريس مادة الخط في جميع المدارس الحكومية والأهلية والعالمية.
في نهاية مقالتي أعود بكم إلى مجسم اسم مدينة جدة وأقدم اقتراحي بإضافة كلمة جدة باللغة العربية وبثلاثة خطوط عربية مختلفة لكي يتمكن المواطن والمقيم والزائر من الطلاب خصوصاً، رؤية وقراءة اسم هذه المدينة باللغة العربية، لغة القرآن الكريم بخطوطها العريقة، كما أقترح على صاحب القرار بإرجاع حصة الخط العربي في جميع المدارس الحكومية والأهلية والعالمية وأن يكون مدرسو هذه المادة هم أصحاب الخبرة والكفاءة العلمية العالية في تدريس الخط العربي.
أتمنى أن أُفاجأ قريباً برؤية أسماء مدننا بالخط العربي وعودة دعمنا واهتمامنا بالخط العربي وجماله.
*مستشار في القيادة التعليمية والتربية الخاصة
استمر مقدم الطلب في إرسال الإيميلات لمدة شهر، وعندما ضقت ذرعاً حظرته من بريدي الإلكتروني، ثم حادثت نفسي متسائلاً: ماذا يريد هذا الشخص ولماذا هذا الإلحاح في الطلب؟
مضت الأيام.. كان وما زال من عادتي الخروج للمشي يومياً في كورنيش جدة الجديد، الذي أصبح من أجمل الأماكن التي يرتادها زوار عروس البحر، وأثناء مزاولتي لرياضة المشي هناك أمرُّ دائماً بجانب مجسم اسم مدينتي الحبيبة جدة باللغة الإنجليزية، وفكرة المجسم موجودة في جميع أنحاء العالم في المدن السياحية، وكانت فكرة رائعة أن تنسخ وتطبق في جدة، ولاحظت وجود مساحة فارغة بجانب المجسم في الطرف الأيسر منه، شعرت بالحزن لأني لم أرَ اسم مدينتي باللغة العربية بجانب مجسم اللغة الإنجليزية.
تذكرت في تلك اللحظة أيام دراستي في الصف الأول الابتدائي بداية الثمانينات في مدارس الثغر النموذجية في حي الخالدية بمدينة جدة، حيث كانت من أفضل المدارس في جدة، وكان من ضمن مناهجها مادة التربية الفنية والموسيقى ومادة الفيلم، وكيف كانت تعمل على تثقيف الطلاب في المواد المنهجية واللامنهجية على أيدي مدرسين سعوديين أكفاء، أفتخر أني كنت أحد طلاب هذه المدارس العريقة، ومن المدرسين الذين تركوا بصمة لدي كان مدرِّس الخط العربي، كان يدربنا في حصة الخط على الكتابة وتاريخ الخط العربي، بعد انتقالي من هذه المدرسة إلى أخرى أهلية، ومن ثم انتقالي إلى خارج المملكة لإكمال دراستي لم أعاود دراسة الخط العربي في أي مكان آخر، وبقيت حصة الخط العربي من أجمل الذكريات.
بعد مضي ما يقارب 35 عاماً من ذكرى حصة الخط العربي، وبعد مزاولتي للعمل في مجال التعليم لاحظت تراجعاً كبيراً في تدريس مادة الخط في جميع المدارس الحكومية والأهلية والعالمية.
في نهاية مقالتي أعود بكم إلى مجسم اسم مدينة جدة وأقدم اقتراحي بإضافة كلمة جدة باللغة العربية وبثلاثة خطوط عربية مختلفة لكي يتمكن المواطن والمقيم والزائر من الطلاب خصوصاً، رؤية وقراءة اسم هذه المدينة باللغة العربية، لغة القرآن الكريم بخطوطها العريقة، كما أقترح على صاحب القرار بإرجاع حصة الخط العربي في جميع المدارس الحكومية والأهلية والعالمية وأن يكون مدرسو هذه المادة هم أصحاب الخبرة والكفاءة العلمية العالية في تدريس الخط العربي.
أتمنى أن أُفاجأ قريباً برؤية أسماء مدننا بالخط العربي وعودة دعمنا واهتمامنا بالخط العربي وجماله.
*مستشار في القيادة التعليمية والتربية الخاصة